قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فسلّمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، إن علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه. ثم قام الثاني ، فقال : يا رسول الله ، إن علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه. ثم قام الثالث ، فقال : يا رسول الله ، إن علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا ، قال : فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع وقد تغيّر وجهه ، فقال : « دعوا علياً ، دعوا علياً ، دعوا علياً ، إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي ».
وفي رواية :
فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والغضب يعرف في وجهه فقال : « ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه ، وهو وليّ كل مؤمن بعدي ».
وعن وهب بن حمزة قال :
سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة ، فرأيت منه جفوة ، فقلت : لئن رجعت ولقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنالنَّ منه. قال : فرجعت ، فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت علياً فنلت منه ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « لا تقولنَّ هذا لعلي ، فإن علياً وليكم بعدي ».
وعن أبي سعيد الخدري قال :
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب إلى اليمن قال : ( أبو سعيد ) (١) : فكنت فيمن خرج معه ـ فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا ، وكنا قد رأينا في إبلنا خللاً ، فأبى علينا ، وقال : إنما لكم منها سهم كما للمسلمين.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين لحق في هامش الأصل.