والفطنة الّتي بها يفهم عن سائسه ما يومي إليه ، ويحكي كثيراً ممّا يرى الإنسان يفعله حتّى أنّه يقرب من خلق الإنسان وشمائله في التدبير في خلقته على ما هي عليه أن يكون عبرةً للإنسان في نفسه فيعلم أنَّه من طينة البهائم وسنخها إذ كان يقرب من خلقها هذا القرب ، وأنّه لولا فضيلة فضّله الله بها في الذهن والعقل والنطق كان كبعض البهائم ، على أنَّ في جسم القرد فضولاً اُخرى يفرق بينه وبين الإنسان كالخطم والذنب المسدّل والشعر المجلّل للجسم كلّه ، وهذا لم يكن مانعاً للقرد أن يلحق بالإنسان لو اُعطي مثل ذهن الإنسان وعقله ونطقه ، والفصل الفاصل بينه وبين الإنسان بالصحّة هو النقص في العقل والذهن والنطق .
بيان : شخِص البصر : ارتفع ، وشخِص الرجل بصره : إذا فتح عينيه . والخطم بالفتح من كلّ طائر منقاره ومن كلّ دابّة مقدَّم أنفه وفمه . وقضم كسمع : أكل بأطراف أسنانه . والجحفلة بمنزلة الشفة للبغال والحمير والخيل ، وهي بتقديم الجيم على الحاء المهملة . والطبق محرَّكة : غطاء كلّ شيء . والحيأ : الفرج . والمراد بمراقي البطن ما ارتفع منه من وسطه أو قرب منه . والوضر : الدرن . والمذبّة بكسر الميم : ما يذبُّ به الذباب . وبطحه : ألقاه على وجهه . وكفحته كفحاً وكفاحاً : إذا استقبلته . والمشفر من البعير كالجحفلة من الفرس . وقال الجوهريُّ : الزَرافة والزُرافة بفتح الزاي وضمّها مخفّفة الفاء : دابّةٌ يقال لها بالفارسيّة : اشتر گاو پلنگ . وقال الفيروزآباديُّ : السِمع بكسر السين وسكون الميم : ولد الذئب من الضبع لا يموت حتف أنفه كالحيّة ، وعدوه أسرع من الطير ، ووثبته تزيد على ثلاثين ذراعاً . وقال : شحيج البغل والحمار : صوته . والغياطل : جمع الغيطل وهو الشجر الكثير الملتفّ . قوله عليهالسلام : أن يكون أي خلق كذلك لأن يكون عبرةً للإنسان . والسنخ بالكسر : الأصل . قوله : بالصحّة هو النقص في العقل أي الفصل الصحيح الّذي يصلح واقعاً أن يكون فاصلاً . وفي أكثر النسخ : « وهو » وعلى هذا لا يبعد أن تكون تصحيف القحة أي قلّة الحياء .
انظر يا مفضّل إلى
لطف الله جلّ اسمه بالبهائم كيف كسيت أجسامهم هذه الكسوة من الشعر والوبر والصوف ليقيها من البرد وكثرة الآفات ، وألبست قوائمها الأظلاف و