الفجر « ٨٩ » كلا إذا دكت دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى * يقول ياليتني قدمت لحياتي* فيومئذ لايعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد ٢١ ـ ٢٦.
تفسير : قال الشيخ أمين الدين الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : « وعرضنا جهنم » : أي أظهرناها وأبرزناها لهم حتى شاهدوها ، ورأوا ألوان عذابها قبل دخولها. وفي قوله تعالى : « وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون » : فيه وجوه : أحدها : أن يوما من أيام الآخرة يكون كألف سنة من أيام الدنيا عن ابن عباس وغيره ، وفي رواية اخرى عنه أن يوما من الايام التي خلق الله فيها السماوات والارض كألف سنة ، ويدل عليه ما روي أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم خمسمائة عام.
وثانيها : أن يوما عند ربك وألف سنة في قدرته واحد.
وثالثها : أن يوما واحدا كألف سنة في مقدار العذاب لشدته ، كما يقال في المثل : أيام السرور قصار ، وأيام الهموم طوال.
وفي قوله
تعالى : « يدبر الامر
من المساء إلى الارض » أي يدبر الامور
كلها
ويقدرها على حسب إرادته فيما بين السماء والارض ، وينزله مع الملك إلى الارض « ثم
يعرج إليه » أي يصعد الملك إلى المكان الذي أمره الله تعالى أن يصعد إليه « في يوم
كان
مقداره ألف سنة مما تعدون » أي يوم يكون مقداره لو سار غير الملك ألف سنة مما
يعده البشر : خمسمائة عام نزول ، وخمسمائة عام صعود ، والحاصل أنه ينزل الملك
بالتدبير أو الوحي ، ويصعد إلى السماء ، فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة
ألف سنة مما
تعدونه أنتم ، لان ما بين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم. ، وقيل : معناه
أنه
يدبر الله سبحانه ويقضي أمر كل شئ لالف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى ملائكته ، فإذا
مضى الالف سنة قضى لالف سنة اخرى ، ثم كذلك أبدا. ، وقيل : معناه : يدبر أمر
الدنيا
فينزل القضاء والتدبير من السماء إلى الارض مدة أيام الدنيا ، ثم يرجع الامر ويعود
التدبير إليه بعد انقضاء الدنيا وفنائها ، حتى ينقطع أمر الامراء وحكم الحكام ، وينفرد