وعن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يؤتى برجل يوم القيامة إلى الميزان ويؤتى له تسعة وتسعون سجل ، كل سجل منها مد البصر ، فيها خطاياه و ذنوبه فتوضع في كفة الميزان ، ثم يخرج له قرطاس كالانملة فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيوضع في الآخر فيرجح.
وعن الحسن : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم واضع رأسه في حجر عائشة قد اغفي إذ سالت الدموع من عينها فقال : ما أصابك؟ ما أبكاك؟ قالت : ذكرت حشر الناس و هل يذكر أحد أحدا؟ فقال لها : يحشرون حفاة عراة ، وقرأ : « لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه » لا يذكر فيها أحدا عند الصحف وعند وزن الحسنات والسيئات.
وعن عبيد بن عمير : يؤتى بالرجل العظيم الاكول الشروب فلا يكون له وزن بعوضة.
والقول الثاني وهو قول مجاهد والضحاك والاعمش أن المراد من الميزان العدل والقضاء ، وكثير من المتأخرين ذهبوا إلى هذا القول ومالوا إليه. أما بيان أن حمل لفظ الوزن على هذا المعنى جائز في اللغة فلان العدل في الاخذ والاعطاء لا يظهر إلا بالكيل والوزن في الدنيا ، فلم يبعد جعل الوزن كناية عن العدل ، ومما يقوي ذلك أن الرجل إذا لم يكن له قدر ولا قيمة عند غيره يقال : إن فلان لا يقيم لفلان وزنا قال تعالى : « فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا » ويقال أيضا : فلان يستخف بفلان ، ويقال : هذا الكلام في وزن هذا وفي وزانه أي يعادله ويساويه ، مع أنه ليس هناك وزن في الحقيقة ، وقال الشاعر :
قد كنت قبل لقائكم ذا قوة |
|
عندي لكل مخاصم ميزانه |
أراد : عندي لكل مخاصم كلام يعادل كلامه
، فجعل الوزن مثلا للعدل ، إذا
ثبت هذا وجب أن يكون المراد من الآية هذا المعنى فقط ، والدليل عليه أن الميزان
إنما يراد ليتوصل به إلى معرفة مقدار الشئ ، ومقادير الثواب والعقاب لا يمكن
إظهارها بالميزان ، لان أعمال العباد أعراض وهي قد فنيت وعدمت ، ووزن
المعدوم محال ، وأيضا فبتقدير بقائها كان وزنها محالا ، وأما قوله : الموزون صحائف
الاعمال أو صور مخلوقة على حسب مقادير الاعمال فنقول : إن المكلف يوم القيامة إما