إلا ما خصه الحديث ، وهو قوله عليهالسلام : ثلاثة لا يسأل عنها العبد : خرقة يواري بها عورته ، أو كسرة يسد بها جوعته ، أو بيت يكنه من الحر والبرد.
وروي أن بعض الصحابة أضاف النبي صلىاللهعليهوآله مع جماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماءا باردا فأكلوا فلما خرجوا قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه. وروى العياشي بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبوحنيفة أباعبدالله عليهالسلام عن هذه الآية ، فقال له : ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد فقال : لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه ، قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين ، وبنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداءا ، وبنا هداهم الله للاسلام ، وهو النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي صلىاللهعليهوآله و عترته عليهمالسلام.
١ ـ ل ، لى : محمد بن أحمد الاسدي البردعي (١) عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر ، عن أبيها ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه؟ وشبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت. « ل ج ١ ص ١٢٠ – ١٢١ »
بيان : العمر لا يستلزم القوة والشباب ، وكل منهما نعمة يسأل عن كل منهما ، ومع الاستلزام أيضا تكفي المغايرة للسؤال عن كل منهما.
٢ ـ لى : في خبر سعيد بن المسيب ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام في حديث طويل قال : ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصى والذنوب فقال عزوجل : « ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين » فإن قلتم أيها الناس : إن الله عزوجل إنما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذلك وهو يقول : « ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبه من خردل أتينا بها وكفى
____________________
(١) بفتح الباء وسكون الراء وفتح الدال نسبة إلى بردعة : بلدة من أقصى بلاد اذربيجان.