قال الذئب : ولكن الشقي كل الشقي من يشاهد آيات محمد (ص) في أخيه علي عليهالسلام وما يؤديه عن الله من فضائله ثم هو مع ذلك يخالفه ويظلمه وسوف يقتلونه باطلا ويقتلون ذريته ويسبون حريمهم ، لا جرم أن الله قد جعلنا معاشر الذئاب ـ أنا ونظرائي من المؤمنين ـ نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء ، وجعل في تعذيبهم شهواتنا وفي شدائد آلامهم لذاتنا.
أقول : سيأتي تمامه في أبواب معجزات النبي صلىاللهعليهوآله .
٥٠ ـ م : إن الله تعالى إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادى منادي ربنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم وكفرهم فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، ومناد آخر ينادي : معاشر الخلائق ساعدوه على هذه المقالة ، فأما الدهرية والمعطلة فيخرسون عن ذلك ولا تنطق ألسنتهم ، ويقولها سائر الناس ، ثم يقول المنادي : أشهد أن لا إله إلا الله ، فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس والنصارى وعبدة الاوثان فإنهم يخرسون ، فيبينون بذلك من سائر الخلق ، ثم يقول المنادي : أشهد أن محمدا رسول الله ، فيقولها المسلمون أجمعون ويخرس عنها اليهود والنصارى وسائر المشركين ، ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة : ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة ، فإذا النداء من قبل الله عزوجل : لا ، بل قفوهم إنهم مسؤولون ، فتقول الملائكة الذين قالوا : سوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة : لما يقفون يا ربنا؟ فإذا النداء من قبل الله : قفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب وآل محمد. وساق الحديث إلى آخر ما مر في باب أحوال المتقين والمجرمين.(١)
تذنيب : اعلم أن الحساب حق نطقت به الآيات المتكاثرة والاحاديث المتواترة فيجب الاعتقاد به ، وأما ما يحاسب العبد به ويسأل عنه فقد اختلف فيه الاخبار ، فمنها ما يدل على عدم السؤال عما تصرف فيه من الحلال ، وفي بعضها : لحلالها حساب و لحرامها عقاب ، ويمكن الجمع بينهما بحمل الاولى على المؤمنين ، والاخرى على غيرهم ، أو الاولى على الامور الضرورية كالمأكل والملبس والمسكن والمنكح ، والاخرى على
____________________
(١) في باب ٧ تحت رقم ٤٦.