وقال أبوعبيدة : الصرف : الحيلة ، والعدل : الفدية ، وقال الكلبي : الصرف الفدية ، والعدل : رجل مكانه « ولاهم ينصرون » أي لا بعاونون حتى ينجوامن العذاب ، وقيل : ليس لهم ناصر ينتصرلهم من الله إذاعاقبهم.
وفي قوله سبحانه : « لابيع فيه » أي لا تجارة « ولاخلة » أي لا صداقة ، لانهم بالمعاصي يصيرون أعداءا ، وقيل لان شغله بنفسه يمنع من صداقة غيره ، وهذاكفوله : « الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين » « ولاشفاعة » أي لغير المؤمنين مطلقا.
وفي قوله سبحانه : « من ذالذي يشفع عنده إلابإذنه » هو استفهام معناه الانكار والنفي ، أي لايشفع يوم القيامة أحد لاحد إلا بإذنه وأمره ، وذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الاصنام تشفع لهم فأخبرالله سبحانه أن حدا ممن له الشفاعة لا يشفع إلا بعد أن يأذن الله له في ذلك ويأمره به.
وفي قوله عزوجل : « ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لايملكون الشفاعة » أي لا يقدرون على الشفاعة فلا يشفعون ، ولا يشفع لهم حين يشفع أهل الايمان بعضهم لبعض ، لان ملك الشفاعة على وجهين : أحدهما أن يشفع للغير ، والآخرأن يستدعي الشفاعة من غيره لنفسه ، فبين سبحانه أن هؤلاء الكفار لاتنفذ شفاعة غيرهم فيهم ، ولا شفاعة لهم لغيرهم « إلامن اتخذ عندالرحمن عهدا » أي لا يملك الشفاعة إلا هؤلاء ، أولا يشفع إلا لهؤلاء ، والعهد هوالايمان ، والاقرار بوحدانية الله تعالى ، والتصديق بأنبيائه ، وقيل : هوشهادة أن لا إله إلا الله وأن يتبرؤوا إلى الله من الحول والقوة ، ولا يرجوا إلا لله ، عن ابن عباس وقيل : معناه : لا يشفع إلا من وعدله الرحمن بإطلاق الشفاعة كالانبياءوالشهداء والعلماء والمؤمنين على ماوردبه الاخبار ، وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : حدثني أبي ، عن ابن محبوب ، عن سليمان بن جعفر ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله (ص) : من لم يحسن وصيته عندالموت كان نقصا في مروءته ، فقيل : يا رسول الله كيف يوصي الميت؟ قال : إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال : اللهم فاطر السماوات والارض ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ وتصديق هذه الوصية في سورة مريم في قوله : « لايملكون الشفاعة إلامن