عبد الله بن الحسن أبا عذرها فمات عنها ومقتضاه البناء بها لإرادة هذا المعنى من المثل ، قال الزبيدي في تاج العروس ج ٤ ، ص ٣٨٧ مادة عذر يقال أبو عذرها وأبو عذرتها إذا افترعها وافتضها .
إن السيدة الكريمة لم تستبد في الرأي في أمورها دون وليها « زين العابدين » ومن المقطوع به أنه لا يرى لأي زبيري أو أموي كفاءة لمصاهرته كيف ونصب عينه أحقاد القوم وتحزباتهم عليه ، وعلى الدين من يوم جده أمير المؤمنين وإلى أبيه الحسين وسيوفهم تنطف من دمائهم الزاكية والشماتة بادية على جباتهم ويقذفونها في فلتات ألسنتهم فهل والحالة هذه يتطامن إلى مصاهرة هؤلاء وكل أحد يجد في قرارة نفسه التباعد عن مصاهرة من يحرش عليه ويطعن بمقدساته وإن بلغ من الشرف أقصاه بل حتى لو كان شقيقه من أبيه وأمه .
وهذا الحجاج الثقفي يعذل خالد بن يزيد بن معاوية لما خطب رملة بنت الزبير أخت مصعب وقال له : كيف خطبت إلى قوم ليسوا لك بأكفاء ، وكذلك قال جدك معاوية وهم الذين قارعوا أباك على الخلافة ورموه بكل قبيحة وشهدوا عليه وعلى جدك بالضلالة فأعرض خالد عن مصاهرة آل الزبير (١) .
ولما تزوج عبيد الله بن زياد بنت أسماء بن خارجة قبل ولايته الكوفة لأمه عمرو بن حريث وقال : تزوجه ولا سلطان له عليك (٢) .
فالإمام زين العابدين أجدر بالتباعد عن مصاهرة من جرع آباءه الغصص ونصبوا لهم الغوائل ، على أن أبا الفرج يحدث أن مصعب
____________________
(١) الأغاني ج ١٦ ، ص ٨٥ .
(٢) أنساب الأشراف للبلاذري ج ٤ ، ص ٨٣ .