سكينة إلى كربلاء
تنص دراسات التربية على تأثير الناشىء بنفسيات البيئة ونزعاتها تكفيها بما جبل عليه رجالات البيت من الطموح إلى الرقيّ في العلم والترفع عن الدنايا ، فالعامل الوحيد لتكيف الناشىء بالصفات الفاضلة أو أضدادها ما يتدراسه أرباب البيت المتربي فيه وليدهم ، ومن الضروري أن يتخذ الخلف طريقة سلفه ويتحرى التخلق بما عليه من ملكات إما أن تأخذ به إلى أعلى مستوى الثقافة أو تنحط إلى هوة الضعة ، وفي الغالب تجد المشاكلة بين الجيل الأول والثاني في المعارف والآداب والصناعات والعادات ، اللهم إلا أن يسود ذلك تطور يغلب تلك المقتضيات .
وإذا فتشنا بيوتات العالم فلا نجد بيتاً يتحرى المناهج الإلٰهية والسير على ضوء تعاليم الشريعة الخالدة إلا البيت العلوي ، لأنه ضم رجالات العصمة المودع عندهم أسرار التكوين وعلم الطبائع وفقه الشريعة والنظم الاجتماعية منحة من منشىء كيانهم جلّ شأنه ، فمن هذا البيت تؤخذ المعارف ويدرس الخلق الكامل :
بيت علا سمك الضراح رفعة |
|
فكان أعلى شرفاً وأرفعا |
بيت من القدس وناهيك به |
|
محط أسرار الهدى وموضعا |
أعزه الله فما تهبط في |
|
كعبته الأملاك إلا خضعا |