نظرة إجمالية
علمنا من شتى النواحي مستنبطين من مدونات التاريخ وجوامع الحديث ومما عرفناه من مواقف أئمة الهدى من الإصلاح والتهذيب وخضوع من دونهم من ذوي قراباتهم ، إلا أفراداً أخرجهم النص الصريح أن السيدة سكينة لم تكن متروكة سدى ترتكب الشنع وتقتحم المخاريق ، وإنما كانت بمرصد من أخيها زين العابدين وابنه الباقر والصادق وبعين رعايتهم لها وهب أن الخلافة الصورية والسلطة العامة كانت مبتزة منهم ، لكن لم تبتز منهم القدرة على نسائهم وعائلتهم ، كيف وكل من سوقة الناس يقدر على من تحت حيطته من أهل بيته فيكبحهم عما يحط بكرامته أو لا يراه من صالحهم لجهات أخرى .
فهل من المعقول أن الإمام زين العابدين (ع) يدع أخته الكريمة عليه في حيث تنيخ فيه الضعة والصغار ، وهو القائل لأبي خالد الكابلي حين دخل عليه ورأى الباب مفتوحاً فتعجب من ذلك :
لا تعجب إن الخادمة خرجت من الدار ولا علم لها بفتح الباب ولا يجوز لبنات رسول الله أن يخرجن فيصفقن الباب (١) .
____________________
(١) مدينة المعاجز ص ٣١٨ ، حديث ٨٦ .