نظرة الدكتور زكي مبارك في الأغاني
إن كلمة الأستاذ زكي مبارك صورت الرجل وكتابه الأغاني بما يفيد القارئ زيادة بصيرة مما عليه من الخلاعة والمروق عن الدين وفراغ الكتاب [ الأغاني ] عن الحقائق التاريخية .
قال في وصف الكتاب :
إن في مقدمة كتاب الأغاني عبارات صريحة في أن المؤلف قصر اهتمامه على امتاع النفوس والقلوب والأذواق ، فكتابه مجموعة تغذي بها الأندية ومجامع السمر ومواطن اللهو ومغاني الشرب ، وقد اهتم بالغناء الذي عرف له قصة تستفاد وحديثاً يستحسن وعلل ذلك بقوله : إذ ليس لكل الأغاني خبر نعرفه ولا في ما له خبر فائدة ولا لكل ما فيه بعض الفائدة رونق يروق الناظر ويلهي السامع .
وهذا التعبير هو
الوصف الصادق لما اختاره الأصبهاني أن يدور عليه كتابه حين أراد أن يقدم ما راقه من أيام العرب وقصص الملوك في الجاهلية والخلفاء في الإسلام ، وخصوصاً إذ لاحظنا أن كلامه يشعر بأنه مستعد لإهمال ما فيه بعض الفائدة إذ خلا من ذلك الرونق الذي يروق الناظر ويلهي السامع ، فهو إذن يساير القراء المتطلعين إلى النواحي الطريفة من أخبار الملوك والخلفاء والوزراء