الخلاصة
لقد وضح مما ذكرناه أن نبي الإسلام أراد بالأمة خيراً حيث أرشدها إلى ما هو الصالح لها ، وفيه الزلفى إلى المهيمن جل شأنه ألا وهو المودة لذريته المستتبعة لعونهم ومساعدتهم على نوائب الدهر وما يحتاجون إليه في هذه الحياة ، وعرفهم بأن هذا المعروف مع آله وقرباه لا يذهب سدى فإنه يوم الجزاء يكون (ص) هو المكافي لكل من أسدي إلى ذريته يداً بيضاء وحينئذ فما ظنك بتلك المجازات الصادرة من أكرم الخليفة وهل يستطيع أحد أن يحدها أو يقف على مداها .
ملك يحتوي ممالك فضل |
|
غير محدودة جهات علاها |
لو أعيرت من سلسبيل نداه |
|
كرة النار لاستحالت مياها |
ذاك أسخى يداً وأشجع قلباً |
|
وكذا أشجع الورى أسخاها |
كم على هذه له من أياد |
|
ليست الشمس غير نار قراها |
وله في غد مضيف جنان |
|
لم يحل حسنها ولا حسناها |
أين من مكرماته معصرات |
|
دون أدنى نواله أنداها (١) |
فالتحدث عما يشين موقف الذرية من الشرع الحنيف يوجب
____________________
(١) من قصيدة ملا كاظم الأزري ( رحمه الله ) .