فكان مأوى الملتجى والمرتجي |
|
فما أعز شأنه وأمنعا (١) |
وإذا كان أئمة الهدى من عترة المصطفى الذين جعلهم الله حجة على البشر بعد النبوة يعلمون الأمة ما فيه مناجحهم ويأخذ بهم إلى سعادة الدارين ، فلا يضنون بمن يتربى في حجورهم من ذكور وإناث عن إضاءة الطريق الموصل لهم إلى الغايات السامية والتنكب عما لا يلائم خطتهم ، ويستحيل على من تغذى در الإمامة تربى في حجور الطاهرين ودرس التعاليم الإلٰهية الاسفاف مع أهل المجون والأهواء .
والسيدة سكينة حضنتها الحجور الزاكية وتلقت من أبيها سيد الشهداء التعاليم الراقية والآداب الإلٰهية ودرست القيم الإسلامية وجارت في المجاهدة والرياضة جدتها الصديقة وعمتها العقيلة حتى حازت أرقى مراتب العبادة التي يرضاها رب العالمين ، ومن هنا منحها الإمام الحجة الواقف على نفسيات البشر ومقادير أعمالهم أرقى صفة تليق بامرأة كاملة تفانت في طاعة الله تعالى وهي « خيرة النساء » .
من هذا وذاك صحبها « أبي الضيم » إلى محل شهادته في جملة من انتخبهم الباري سبحانه دعاة لدينه فشاهدت بين تلك الثنايا والعقبات الآيات المنذرة بتدابير النفوس ، وتخاذل القوم عن نصر الهدى واجتماعهم على إزهاق نفس ريحانة الرسول (ص) وإراقة « دمه الطاهر » ، وأنهم قادمون على عصبة لا ترقب فيهم إلاً ولا ذمة فلم تعبأ بتلكم الأهوال التي يشيب لها فود الطفل تسليماً للقضاء وطاعة للرحمن عز شأنه .
____________________
(١) من قصيدة في الصديقة الزهراء للعلامة السيد محمد حسين الكيشوان النجفي .