ابن الزبير تزوج منها وهو عامل أخيه بالبصرة (١) ولم يكن مسيطراً على الحجاز ليخاف السجاد (ع) سطوته ولم تكن الظروف تساعد الزبيريين على أخذها اغتصاباً لأن العواطف كانت وقتئذ ثائرة على كل من يمس أهل البيت بسوء حتى أن عبد الله بن الزبير نفسه نصب الهتاف بظلامة السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين (ع) شركاً يصطاد به البسطاء ، ولما حسب أنه بلغ من الملك أمنيته ترك ذلك وتجرأ على قدس المنقذ الأكبر رسول الله (ص) فترك الصلاة عليه عند ذكره أربعين جمعة ولما عوتب قال : إن له أهل بيت سوء إذا ذكرته أشرأبت نفوسهم اليه وفرحوا بذلك فلا أحب أن أقر عيونهم (٢) .
وقبله معاوية بن أبي سفيان فقد تجرأ على قدس الرسول (ص) لما سمع المؤذن يشهد بالرسالة فقال لله أبوك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة ما رضيت لنفسك إلا أن تقرن اسمك مع اسم الرب تعالى (٣) وهذا الكلام منه يدلنا على تشكيكه بالرسالة مع أن الرسول في الأحكام الشرعية وغيرها ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ) (٤) . والأذان من الأحكام المنزلة من إله العالمين ومصعب بن الزبير قتل بالعراق سنة ٧١ هجـ قبل شهادة زين العابدين بأربع وعشرين سنة ، وسكينة مدة حياة أخيها تسكن في بيته لا تفتر عن البكاء على أبيها المظلوم الممنوع من الورود كلما تشاهد
____________________
(١) الأغاني ج ١٤ ، ص ١٦٣ .
(٢) مقاتل الطالبين ص ١٦٥ طبع إيران .
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٢ ، ص ٥٣٧ مصر .
(٤) سورة النجم ، الآيات ٣ و ٤ و ٥ .