أخاها الحجة زين العباد حزين القلب باكي العين على أبيه سيد شباب أهله الجنة والبهاليل من أهله وصحبه .
ومما يشهد لذلك أن يزيد بن معاوية مع طغيانه وتهتكه وعدم إيمانه برسالة الإسلام والنبي المبعوث بها ، كما أفصح عنه شعره الدائر بين الناس ولأجله استوجب مؤاخذة العلماء عليه وحكمهم بكفره وزندقته واستحقاق اللعن (١) حتى قال العلامة الألوسي : إن مجموع ما فعله مع أهل حرم الله وحرم نبيه (ص) وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر ، والظاهر أنه لم يتب واحتمال توبته أضعف من إيمانه فأنا أذهب إلى جواز لعنه على التعيين ، ومن لم يرض بلعنه على التعيين فهو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد (٢) .
ومع هذه الأفعال المنكرة وعدم مبالاته بقانون الشريعة المانع منها أوصى مسلم بن عقبة لما سيره لمحاربة أهل المدينة باحترام ( زين العابدين ) وتعزيز مقامه لأن الإسائة إلى أهل هذا البيت توجب الدمار وتورد النكبات فأباح القائد المسرف حرم الرسول (ص) لجيشه التمرد ثلاثة أيام (٣) فافتضت العذارى وولدت عشرة آلاف امرأة من غير زوج (٤) وانتهبوا بيوت المسلمين وأريقت الدماء عند قبر النبي (ص)
____________________
(١) ذكرنا في مقتل الحسين ص ٨ الطبعة الثانية حكم علماء أهل السنة في لعن يزيد لتعديه على حرمات الله .
(٢) تفسير روح المعاني ج ٢٦ ، ص ٧٣ ، آية فهل عسيتم ان توليتم .
(٣) تاريخ الطبري ج ٧ ، ص ٦ .
(٤) تذكرة سبط ابن الجوزي ص ١٦٣ .