ولقد أنكر الرشيد على إسحاق الموصلي لما غناه بشعر عمر بن أبي ربيعة وفيه لفظ سكينة ولم يتعين أنها ابنة الحسين ولأجل المشابهة في الاسم قال له :
لعن الله الفاسق ولعنك معه ويحك أتغنيني بأحاديث الفاسق في سكينة ، ألا تتحفظ في غنائك وتدري ما يخرج من رأسك ؟
فهل والحالة هذه ترى الهاشميين الذين هم في المدينة يغضون الطرف عما تفعله خفرة من نسائهم من المخاريق والشنع ، وإذا لم يسعهم ذلك معها فهلا يسعهم أن يوصدوا الأبواب دون من يريد الاجتماع معها من شعراء ومغنين مع أنه لم يكن لهؤلاء أنصار يخاف منهم سوء العاقبة ؟
ثم هل يعذر إمام قيضه الله تعالى لتأديب البشر عامة وتحت سيطرته من لم يتأدب بآداب الشريعة الذي قيض لأحيائها وهو ومن جرى مجراه من أئمة الهدى يوصون شيعتهم بمنع المرأة عن الابتذال ومزاولة الرجال فيقولون : المرأة عيّ وعورة فداووا عيّهنّ بالسكوت وعوراتهن بالبيوت (١) وأنها إذا خرجت من بيتها لعنها كل ملك في السماء حتى ترجع إلى بيتها ، وإن تعطرت وخرجت حتى يوجد ريحها فهي زانية ، وأنها تلعن حتى ترجع إلى بيتها وليس لها أن تجلس مع الرجال في الخلاء ولا أن تتعلم الكتابة ولا سورة يوسف لما فيها من الفتن ، وعليها أن تتعلم سورة النور لما فيها من التهديد والزجر ، ولا تنزل الغرف فيراها الأجانب ، وليس عليها أذان ولا
____________________
(١) الوسائل للحر العاملي ج ٣ ، ص ٣٠ ، باب ١٣٠ عن أبي عبد الله عن النبي (ص) .