وشبب الهذلي بابنة جندل بن معبد من بني الحساس فساء ذلك أباها فعدا عليه وقتله ثم أحرقه (١) .
وكان ابن رهيمة يشبب بزينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث ابن هشام فاستعدى عليه أخوها هشام بن عبد الملك فأمر بضربه خمسمائة سوط وأباح دمه إن وجد يفعل مثل ذلك .
وغضب يزيد بن معاوية على عبد الرحمن بن حسان لما شبب بأخته رملة بنت معاوية واستعدى عليه أباه معاوية بن أبي سفيان (٢) .
واشترى ابن معبد « سحيم » الشاعر فلما شبب سحيم بابنته عميرة وشهرها عدا ابن معبد عليه فأحرقه بالنار (٣) .
وفي هذه الشواهد مقنع للتعريف بما جبلت عليه نفوس العرب من الغيرة والشهامة ، فكيف بالهاشميين منهم الذين لم يرضخوا للدنايا وترفعوا عن كل ما يمس كرامتهم فتراهم ينكرون على من يتناول أعراض غيرهم فضلاً عن أعراضهم .
فهذا الحسن بن زيد بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الحسن ابن أمير المؤمنين (ع) بلغه يوم كان والياً على المدينة ان ابن المولى الشاعر يشبب بحرم المسلمين ، فأغلظ القول له وتهدده ولم يتركه حتى حلف بالأيمان المغلظة أنه لم يقصد امرأة بعينها وإنما عنى في شعره قوسه وسماها « ليلى » .
____________________
(١) شرح أمالي القالي ج ٢ ، ص ٧٢١ .
(٢) شرح أمالي القالي للبكري ج ٢ ، ص ٧٢١ .
(٣) شرح أمالي القالي للبكري ج ٢ ، ص ٧٢١ .