أن المستقبل الكشاف سيوقف أرباب البحث على نواياهم السيئة ودحر ما افتعلوه ، فإن للحق أنصاراً ولا بد للباغي من مصرع .
وقد عرفت فيما تقدم أن سكينة التي تجتمع مع عمر بن أبي ربيعة في محفل الغناء هي ابنة خالد بن مصعب بن الزبير ومنه تعرف كيف زحزح آل الزبير هذه الشناعة عن ابنتهم وألصقوها بمن شابهتها في الاسم ، فراجت هذه الأكذوبة حتى على من زعم أنه محص الحقائق ، وأخذت به الثقافة إلى حد بعيد وفي الحقيقة لا يعرف من أين تؤكل الكتف .
ولعل هذا البيان الضافي لم يدع القارئ مندوحة عن الإذعان بأن المصونة الطاهرة هي تلك البريئة من كل شين وعار ، والرضية المخفورة تحت خباء النبوة وبين سرادق الإمامة يكتنفا الشرف ويحفّ بها الصون من جميع نواحيها ولم تبرح ترفل في مطارف من الحصافة قشيبة ، ولها أشواطها البعيدة في مستوى الآداب الأحمدية تزينها العفة والحياء وتجللها الرزانة والوقار ويزدان بذكرها المدح والثناء وإن كان لأرباب الأهواء والمطامع حول حياتها جلبة وتركاض فدعهم يخوضوا ويلعبوا ويلههم الأمل الخائب والأمنية والمخفقة والظن المكدي .
وإن كلمة الحسين في حقها :
« أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى » .
نتشوف منها منزلة كبرى في اليقين والتجرد عن هذه العوارض الدنيوية الفانية .
إن هذه الجلبة بسرد
هاتيك القصص الخرافية كما غرت أبا الفرج اغتر بها من جاء بعده من المؤرخين ، فنشروا فضائح في حق