وبالعكس لأن تأليف القرآن لم يكن على حسب النزول (١) ، ويحكي الزرقاني عن تفسير ابن عطية أن الآية مدنية ، وحديث ابن عباس ينص على أن المراد من القرابة فيها علي وفاطمة وأبناؤهما (٢) .
ثم لو فرضنا عدم نزول ( آية المودة ) في أهل البيت لأفادنا ما ورد من محبوبية الإحسان إليهم والعطف عليهم وإيتاء المعروف لهم وقضاء حوائجهم والسعي في أمورهم : تأكده في ذرية رسول الله (ص) لكونه مشرفهم ومودع الفضل فيهم وهو أصل هذه الدوحة الميمونة ووصاياه في حقهم متواترة لا تبقي ريباً وتشكيكاً لمن يتطلب النص بالخصوص ، وقد جاء عنه (ص) : « لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من عترته ، وأهلي أحب إليه من أهله ، وذاتي أحب إليه من ذاته . وإن لله حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله دينه ودنياه : حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي (٣) » .
فمقارنة حرمة أهل بيته بحرمة شخص النبوة الواجب على الأمة مراعاتها وأن التقصير فيها يستوجب سخط الرب جل شأنه دليل واضح على امتياز الذرية على سائر المسلمين لحصولهم على هذا العنوان ، أعني كونهم ذرية الرسول مطلقاً سواء كانوا سائرين على منهاج مشرفهم الأعظم أو متأخرين عنه ، نعم الحب لمن هو متبع لقوانين جدهم الأكرم يكون آكد ، وحيث يكون التقصير بأداء حق الذرية والحط من كرامتهم مستوجباً للوهن بمقام النبي (ص)
____________________
(١) ذكر حجة الإسلام المحقق ميرزا عبد الحسين الأميني في كتاب الغدير « ج ١ ص ٢٣٣ » تفصيل السور المكية وفيها آيات مدنية وبالعكس .
(٢) شرح المواهب اللدنية ج ٧ ص ٣ .
(٣) الصواعق المحرقة ص ١٣٧ و ١٣٩ .