محمد ونكبنا بأسرنا أقبح نكبة وصرفنا عن ولايتنا ، ولم يزل أمرنا يخمل حتى لم يبق لنا اسم على منبر ولا علم في جيش ولا إمارة وصرنا إلى الآن تحت المحن (١) .
وبعد قتل يحيى جلس محمد بن عبد الله يهنأ بقتله وجماعة الهاشميين والطالبيين وحضور ، وسمعهم أبو هاشم الجعفري يهنئونه فقال : أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله (ص) حياً لكان هو المعزى به فما رد عليه محمد شيئاً ثم خرج أبو هاشم يقول (٢) :
يا بني طاهر كلوه وبيّاً (٣) |
|
إن لحم النبيّ غير مريِّ |
إن وتراً يكون طالبه الله |
|
لو تر نجاحه بالحريِّ (٤) |
ويحيى هو ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأمه أم الحسين فاطمة بنت الحسين ابن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار (٥) .
كان يحيي ورعاً ديناً كثير البر والمعروف واصلاً لأهل بيته مؤثراً لهم على نفسه عطوفاً على الطالبيات لم تظهر منه زلة ولذا جزعت
____________________
(١) نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي ج ١ ـ ص ٢٢٣ .
(٢) الطبري ج ١١ ـ ص ٩٠ ، وابن الأثير ج ٧ ـ ص ٤١ ، والبداية ج ١١ ـ ص ٥ ، وفي عمدة الطالب أنها من أبيات .
(٣) في عمدة الطالب ص ٢٦٤ نجف « مريئاً » .
(٤) في عمدة الطالب ومروج الذهب ج ٢ ـ ص ٤١٠ . « بالفوت غير حري » .
(٥) الطبري وابن الأثير والبداية ومقاتل أبي الفرج ووهم المسعودي حيث نسبه إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر لأن هذا نسب أمه .