عليه النفوس ورثاه القريب والبعيد (١) خرج بالكوفة ليلة الاثنين لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ٢٥٠ أيام المستعين ، وكانت الوقعة في ظهر خندق الكوفة حمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فطلب من يقوره فلم يقدم عليه أحد ، حتى من كان في السجن من الذباحين إلا رجل من عمال ( السجن الجديد ) فإنه صنع فيه كما أراد محمد وأرسله إلى سامراء فنصبه إبراهيم بن إسحاق الديزج على باب العامة لحظة وأنزله لكثرة إنكار العامة وأرجعه إلى محمد فلم يقدر أن ينصبه على الجسر لتجمع الناس وإنكارهم فخبأه في بيت سلاح في داره .
٢ ـ حدث أحمد بن إسحاق القميّ وكان وكيلاً بقمّ عن أبي الحسن علي الهادي وأبي محمد الحسن العسكري (ع) : أن الحسين ابن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) كان « بقم » يشرب الخمر علانية فاعترته نائبة فقصد بها أحمد بن إسحاق فلم يأذن له فرجع إلى أهله مهموماً منكسراً ولما توجه أحمد ابن إسحاق إلى الحج وبلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد العسكري (ع) فلم يأذن له فكبر عليه ، وداخله هم شديد ولم يعلم السبب في ذلك حتى تضرع إليه طويلاً فأذن له وسأله عما أوجب إعراضه ؟ فعرفه الإمام (ع) أن السبب منعه العلوي من الدخول عليه وقد قصده لأمر أهمه فقال ابن إسحاق : لم يكن المنع إلا لأجل أن يتوب عما عليه من المآثم ، فقال الإمام (ع) : صدقت ولكن لا بد من إكرامهم لانتسابهم إلينا فلا تكن يا ابن اسحاق من الخاسرين بالإعراض عمن انتسب إلينا .
____________________
(١) مروج الذهب ج ٣ ـ ص ٤١٠ .