بالبيت وهي معرضة عنه فتضرع إليها وسألها عن ذنبه فأنشأت (ع) :
حاشا بني فاطمة كلهم |
|
من خسة تعرض أو من خنا |
وإنما الأيام في غدرها |
|
وفعلها السوء أساءت بنا |
لئن أسا من ولدي واحد |
|
وجهت كل السب عمداً لنا |
فتب إلى الله فمن يقترف |
|
ذنباً له يغفر ما قد جنى |
وأكرم بعين المصطفى جدهم |
|
ولا تهن من آله أعينا |
فكل ما نالك منهم عناً |
|
تلقى به في الحشر منا هنا |
وانتبه أبو المحاسن يحفظ هذه الأبيات وقد عافاه الله تعالى من المرض فخرق تلك القصيدة وقال :
عذراً إلى بنت نبيّ الهدى |
|
تصفح عن ذنب مسيء جنى |
وتوبة تقبلها من أخي |
|
مقالة توقعه في العنا |
والله لو قطعني واحد |
|
منهم بسيف البغي أو بالقنا |
لم أر ما يفعله سيئاً |
|
بل أره في الفعل قد أحسنا (١) |
هذا حال المعصومين مع من خرج من ذريتهم عن سنن الشريعة واتبع الشهوات ، ولا تفوت النكتة في هذه الوصايا فإن الغرض إنقاذ الذرية من تلك الهلكات بالتوبة من المعاصي والإقلاع
____________________
(١) قال في عمدة الطالب ص ١١٩ ط نجف اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهي مشهورة مذكورة في ديوان ابن عنين ، ورواها الشيخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني وجدي لأمي الشيخ فخر الدين محمد بن الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الأسدي كلاهما عن السيد السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفتوح عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين صاحب الواقعة ، وقد ذكرها البادراوي في كتاب ( الدر النظيم ) وغيره من المصنفين ، وذكرها الزبيدي في تاج العروس ج ٩ ص ٢٨٥ مادة ( عون ) .