٤ ـ وكان لابن عنين الشاعر (١) أمر عجيب مع العلويين فإنه لما توجه إلى مكة ومعه مال وأقمشة خرج عليه بعض بني داود بن الحسن فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه ، فكتب إلى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وكان أخوه الملك الناصر أرسل إليه يطلب منه أن يقيم بالساحل المفتتح من أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل وحرضه على الأشراف الذين فعلوا به ما فعلوا وأول القصيدة :
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا |
|
وجزت في الجود حد الحسن والحسنا |
وما تريد بجسم لا حياة له |
|
من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا |
ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه |
|
فما يساوي إذا قايسته ( عدنا ) |
وإن أردت جهاداً فارو سيفك من |
|
قوم أضاعوا فروض الله والسننا |
طهِّر بسيفك بيت الله من دنس |
|
ومن خساسة أقوام به وخنا |
ولا تقل إنهم أولاد فاطمة |
|
لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا |
فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء (ع) تطوف
____________________
(١) قال ابن كثير في البداية ج ١٣ ـ ص ١٣٧ : هو أبو المحاسن محمد بن نصر الدين بن نصر بن الحسين بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري المعروف بابن الشاعر . وفي الحوادث الجامعة ص ٥١ كوفي الأصل دمشقي المولد والمنشأ شاعر مشهور سافر إلى الآفاق في التجارة ومدح الأكابر في كل البلاد ، وكان ظريفاً حسن الأخلاق ذا ثروة توفي بدمشق ووافقه على الوفاة بها ابن كثير وعينها في سنة ٦٣٠ أو سنة ٦٣٣ هجـ ، وفي النجوم الزاهرة ج ٦ ص ١١٣ له مع الطبيب الموفق أسعد الذي أسلم على يد السلطان مهاجاة ، وذكر ابن خلكان ترجمته ، وذكره ابن الدبيثي في المختصر المحتاج إليه ج ١ ص ١٥١ ، وفي نفح الطيب مطبعة الحلبي ج ٧ ص ٣٣٠ إلى ص ٣٤٣ .