فزبره ومنعه وفي تلك الليلة رأى الوزير النبي (ص) مقبلاً على الناس وقد أعرض عنه فقال للنبي (ص) أتعرض عني مع إحساني لأولادك وبري بهم ، فقال له رسول الله (ص) : إنك قطعت جائزتك عن ولدي فلان فأخبره بأنه لم يقطع عنه الجائزة إلا لأجل أن يقلع عن الآثام ، فأجابه النبي : إنك أكرمته لأجله أو لأجلي ؟ قال : لأجلك يا رسول الله ، فقال النبي : هلا سترت عليه لأجلي ؟ قال : الوزير حباً وكرامة .
ولما أصبح حمل إلى العلوي عشرة آلاف درهم وطيب خاطره وقال : إن أعوزك شيء عرفني .
فأبى العلوي أن يأخذ المال حتى يعرف السبب الذي دعاه إلى هذا مع ما صنعه بالأمس ، فقص عليه رؤيا النبي (ص) فعندها بكى العلوي وتاب إلى الله تعالى مما كان عليه ، وقال : إني لا أعود إلى شيء من ذلك ولا أحوج جدي رسول الله أن يحاجك من جهتي (١) .
فرسول الله (ص) والأئمة الهداة (ع) مقيضون لتنبيه الأمة من رقدة الجهل وإنارة سبيل الهدى لهم أحياءً وأمواتاً ، وهذا لطف من المولى سبحانه على هذه الأمة ومنة عليهم بإنقاذهم من مخالب الضلال ، فشرع الطرق الموصلة إلى القرب منه جل شأنه ولم يخصها بأقوال المعصومين وأفعالهم الصادرة منهم حال الحياة ، بل أفاض عليهم عطفه وحنانه بإراءة تلك الأمثال القدسية في حال النوم مع شواهد تصدق ذلك ( الحلم ) ليفوزوا بالرضوان الأكبر .
____________________
(١) دار السلام للنوري ج ١ ـ ص ١٥٩ .