ثم إن السيد الجليل الثقة الثبت رضي الدين علي بن طاووس يحدث في رسالته ( مسكن الفؤاد ) عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه عن شيخه الجليل محمد ابن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن عمار (١) قال : كتب أبو عبد الله الصادق (ع) إلى عبد الله بن الحسن ـ المثنى ـ حين حمل وأهل بيته يعزيه عما صار إليه ونص الكتاب :
بسم الله الرحمن الرحيم إلى الخلف الصالح والذرية الطبية من ولد أخيه وابن عمه ، أما بعد : فإن كنت قد تفردت أنت وأهل بيتك ممن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن والغيظ والكآبة وأليم وجع القلب دوني ، وقد نالني من ذلك من الجزع والقلق وحرّ المصيبة مثل ما نالك ، ولكن رجعت إلى ما أمر الله عز وجل المتقين من الصبر وحسن العزاء حين يقول لنبيه (ص) : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) (٢) وحين يقول : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) (٣) وحين يقول : لنبيه (ص) حين مثل حمزة :
____________________
(١) رجال السند إلى ابن أبي عمير من مشاهير علماء الإمامية وأعيان شيوخ الاجازة ، وأما ابن عمير فهو جليل القدر في الطائفة ثقة ثبت وناهيك بجلالة قدره اعتماد الأصحاب على مراسليه . وأما إسحاق بن عمار فإن كان الصيرفي فهو جليل ثبت ، وإن كان الساباطي فهو موثوق الحديث ، وعلى كل حال فالرواية صحيحة لا وقفة فيها .
(٢) سورة الطور ، الآية : ٤٨ .
(٣) سورة القلم ، الآية : ٤٨ .