الدنيا لوليه ساعة قط ولا شيء أحب إليه من الجهد واللأواء مع الصبر ، وأنه تبارك وتعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط ، ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخيفونهم ويمنعونهم وأعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون ، ولولا ذلك ما قتل يحيى ابن زكريا ظلماً وعدواناً في بغيّ من البغايا .
ولولا ذلك ما قتل جدك علي بن أبي طالب لما قام بأمر الله عز وجل ظلماً وعدواناً ، وعمك الحسين بن فاطمة (ص) اضطهاداً وعدواناً .
ولولا ذلك ما قال الله عز وجل في كتابه :
( وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ) (١) .
ولولا ذلك ما قال في كتابه :
( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ) (٢) .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث :
لولا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافرين عصابة من حديد فلا يصدع رأسه أبداً .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث :
إن الدنيا لا تساوي عند الله عز وجل جناح بعوضة .
____________________
(١) سورة الزخرف ، الآية ٣٣ .
(٢) سورة المؤمنون ، الآيتان ٥٥ ـ ٥٦ .