يقول : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) (١) . ولا بقول جرير (٢) .
فغضَّ الطرف إنك من نمير |
|
فلا كعباً بلغت ولا كلابا |
ودخل خادم على سكينة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فغطت رأسها منه فقيل لها : انه خادم . قالت : هو رجل منع شهوته (٣) ، ومن المقطوع به أن سكينة هذه ابنة الحسين فإن أهل النسب وعلماء التاريخ لم يذكروا في أولاد علي بن أبي طالب سكينة .
ودخل معاوية على زوجته فاخته ومعه خصي وكانت مكشوفة الرأس فلما رأته غطت رأسها ، فقال لها معاوية : إنه خصي ، فقالت له : أترى أن المثلة به أحلت له ما حرم الله عليه ، فعلم الحق معها فلم يجز لخادم الدخول إلى حرمه إن كان كبيراً (٤) .
فإذا كان هذا مبلغ من أخذت غريزة العفة منها منتهاها فابنة الإمامة وربيبة الدين أجدر باتباع هذه التعاليم المقدسة أو الخضوع لهاتيك الغريزة فلا تبيح للرجال الدخول إلى دارها ولا تقترب من مجالسهم وتنبسط إليهم لا يوم يضمها بيت الإمامة ولا يوم يحويها عفاف الأزواج ( لو صدقت المزاعم ) .
وكيف تتنكب سكينة عن سنن جدها الرسول (ص) وتعاليم خليفته أمير المؤمنين (ع) وهي المتربية في بيت أخيها الإمام زين العابدين وابنه الباقر (ع) والمتأدبة بالآداب الإلٰهية وهي بعين رعايتهم
____________________
(١) سورة النور ، الآية ٣٠ .
(٢) ابن قتيبة في عيون الأخبار ج ٤ ، ص ٨٧ وص ٨٥ .
(٣) أمالي ابن الشيخ الطوسي ص ٢٣٣ .
(٤) مروج الذهب للمسعودي ص ٤٧٢ .