معاشر الناس لا تطيعوا النساء على حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن يدبرن أمر العيال فإنهن إن تركن وما أردن وردن المهالك وعدون أمر المالك فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن ولا صبر لهن عند شهواتهن التبرج لهن لازم وإن كبرن ، والعجب لهن لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان ويتمادين بالطغيان ويتصدين للشيطان ، فداروهن على كل حال وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسنّ الفعال (١) .
وهذه دروس من خليفة الرسول (ص) راقية تأخذ بمن يعطيها حقها إلى النعيم الدائم وزلفى الأبد والسعادة الخالدة ، وأولى الأمة باعتناقها والسير على ضوئها أبناؤه الهداة بتطبيقها على من تحويه بيوتهم المنيعة من أبنائهم وفتياتهم . سأل رسول الله ابنته الصديقة الزهراء (ع) عما هو خير للمرأة ، فقالت : خير للمرأة ألا يراها رجل ولا ترى رجلاً ، فضمها رسول الله إليه ، وقال : « ذرية بعضها من بعض » (٢) .
على أنا وجدنا في أخبار النساء العاديات من تغار على نفسها من الاختلاط بالأجانب إما خضوعاً منهن لناموس الدين أو جنوحاً إلى غريزة العفة ، فمن ذلك ان امرأة عربية كانت عند بعض القرشيين فدخل عليها خصي لزوجها وهي واضعة خمارها فحلقت شعر رأسها وقالت : ما كان ليصحبني شعر نظر إليه غير ذي محرم .
ومرت امرأة عربية بقوم من بني نمير فأداموا النظر إليها فقالت : يا بني نمير والله ما أخذتم بواحدة من اثنتين لا بقول الله تعالى إذ
____________________
(١) الصدوق ( فيمن لا يحضره الفقيه ) .
(٢) قوت القلوب لأبي طالب المكي ج ٢ ، ص ٢٥٣ فصل ٤٥ في التزويج .