عيون الناس ) (١) .
وإذا كان هذا أمر الشريعة في الحكم على المرأة وبه هتف سيد الأوصياء (ع) وقام بتنفيذه أبناؤه المعصومون فهل يدور في خلد أي أحد أن الأئمة الهداة غضوا النظر عما تأتي به خفرة من نسائهم وهي في كنفهم وبعين رعايتهم ، أو أن ابنة سيد الشهداء (ع) مائلة عن الصراط السوي متنكبة جادة الحق بحيث لم يقدر أولئك المعصومون المقيضون لهداية البشر على كبحها عن هذه الشرور ( كلا ) .
وإن كلمة سيد شباب أهل الجنة الغالية في حق ابنته : ( الغالب على سكينة الاستغراق مع الله ) ووصفه لها بخيرة النساء .
ترشدنا إلى قوة الإيمان واعتناقها صحيح الحق والدين .
لكن السياسة قاضية والأقلام مستأجرة والحنق مالك لقلوب الشانئين لأهل البيت فقالوا كما شاء لهم الهوى وأوقعوا غيرهم ممن لم يمحص الحقائق في هوة الضلال .
ثم إن قول أمير المؤمنين (ع) « لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها » يحصر الانفاق عليها بما يفي بمناجحها ويسد خلتها كيلا تتجاوز الحدود في صرف المال فيما لا يلائم صيانتها وعفافها وكذلك يحصر تمكينها بما تقدر عليه من إدارة شؤونها بدليل تعليله ( إنها ريحانة ) يتمتع بها ويلتذ بالألفة معها ( لا قهرمانة ) تقوم بتدبير الشؤون وإقامة المصالح والحكم بين المتخاصمين ولقد أكد (ع) ذلك مرة أخرى لما أتاه رجل من أصحابه وشكا إليه نساءه فإنه قال :
____________________
(١) عيون الأخبار لابن قتيبة ج ٤ ، ص ٨٧ .