باب ما جاء في وزن الأعمال
قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ٥٥ ).
فصل
ـ وإذا انقضى الحساب كان بعده ، وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها.
قال الله عزّ وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) ، وقال : ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ) ، وقال : ( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ) ، إلى قوله : ( وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) ، وقال : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) إلى آخر السورة.
وقد ورد ذكر الميزان في حديث الإيمان ، فالإيمان به كالإيمان بالبعث وبالجنة وبالنار وسائر ما ذكر معه.
ـ وقال البيهقي : في الآية التي كتبناها دلالة على أن أعمال الكفّار توزن لأنه قال في آية أخرى : ( بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ) والظلم بآيات الله الاستهزاء بها وترك الإذعان لها. وقال في آية : ( فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) ، إلى أن قال : ( أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ) ، وقال في آية أخرى : ( فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ ).