السماء قسوة وعلوّا ، فيبعث الله عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون ». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فو الذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا (١) من لحومهم » (٢).
[٤٢] ـ عن عبد الله بن عمرو قال : إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا ، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدّتهم إلا الله تعالى : منسك ، وتأويل ، وتأريس ، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم ، فإذا غربت خرّت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها ، ثم تستأذن فلا يؤذن لها ، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول : يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد ، فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها : اطلعي من حيث غربت ، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم ، وهي فيما بلغنا أول الآيات ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (٣) فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ ويقال : لو كان بالأمس.
[٤٣] ـ قال الحليمي : فصل : فأما أول الآيات ظهور الدجّال ، ثم نزول عيسى ، ثم خروج يأجوج ومأجوج ويبيّن ذلك أن الكفّار في وقت عيسى عليهالسلام يفنون ، لأن منهم من يقتل ومنهم من يسلم ، وتضع الحرب أوزارها
__________________
(١) أي تسمن وتمتلئ شحما. انظر النهاية ( ٢ / ٤٩٤ ).
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب التفسير : باب تفسير سورة الكهف وقال : هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن : باب فتنة الدجّال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج.
وأخرجه أحمد في مسنده ( ٢ / ٥١٠ ـ ٥١١ ).
وأخرجه ابن حبّان كما في الإحسان ( ٨ / ٢٩٢ ) كتاب التاريخ : باب إخباره صلى الله عليه وسلم عمّا يكون في أمته من الفتن والحوادث : ذكر الأخبار بأن يأجوج ومأجوج محاصرون إلى وقت يأذن الله جلّ وعلا بخروجهم.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٤٨٨ ) وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلي في مسنده ( ١١ / ٣٢١ ).
وأخرجه ابن مردويه أيضا كما في الدرّ.
[٤٢] الدرّ المنثور ( ٣ / ٣٩٥ ).
(١) الأنعام : ١٥٨.
[٤٣] فتح الباري ( ١١ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ).