[٦٨] ـ عن زائدة بن أبي الرقاد ، عن زياد النميري ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) (١).
قال : فكان ممّن استثنى الله تعالى ثلاثة : جبريل وميكائيل وملك الموت ، فيقول الله ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الكريم وعبدك جبريل ، وميكائيل ، وملك الموت ، فيقول : توفّ نفس ميكائيل ، ثم يقول : ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الكريم ، وعبدك جبريل وملك الموت ، فيقول : توفّ نفس جبريل ، ثم يقول ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت ، فيقول : مت ثم ينادي أنا بدأت الخلق ، وأنا أعيده فأين الجبّارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد ، فيقول : هو لله الواحد القهّار ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) (٢).
__________________
قال البيهقي في الشعب ( ٢ / ١٩٧ ) وهذا لأن الله عزّ وجل أخبر في كتابه أنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فلا يموتون في النفخة الأولى فيمن يموت من الأحياء والله أعلم.
ورواه ابن أبي الدنيا كما في نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٣٣٦ ) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن عمر بن محمد وزاد فيه : فتأتيهم ملائكة من المحشر بنجائب من الياقوت الأبيض برحال الذهب أعنتها السّندس والإستبرق ونمارقها من الحرير ، تمدّ أبصارها مدّ أبصار الرجال ، يسيرون في الجنة على خيولهم يقولون عند طول النزهة : انطلقي بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه ، فيضحك إليهم الله عزّ وجل ، وإذا ضحك الله إلى عبد فلا حساب عليه. قال البيهقي في الأسماء والصفات ( ٢ / ٢١٧ ) الضحك الذي يعتري البشر عند ما يستخفّهم الفرح أو يستفزّهم الطرب غير جائز على الله عزّ وجل ، وهو منفي عن صفاته ، وإنما هو مثل ضربه لهذا الطبع الذي يحلّ محلّ العجب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ومعناه في صفة الله عزّ وجل الإخبار عن الرضى.
وقال : وأما المتقدمون من أصحابنا لم يشتغلوا بتفسير الضحك مع اعتقادهم أن الله ليس بذي جوارح ومخارج ، وأنه لا يجوز وصفه بكشر الأسنان وفغر الفم ، تعالى الله عن شبه المخلوقين علوّا كبيرا.
[٦٨] البدور السافرة ص ـ ٧. الدرّ المنثور ( ٧ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ ). فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ). التحبير ص ـ ٢١٩.
(١) الزّمر : ٦٨.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره ( ٢٤ / ٢٠ ).
وأخرجه ابن مردويه كما في الدّر. قال الحافظ في الفتح : وسنده ضعيف.