عن حضيرة الإيمان ، عن سعيد بن جبير قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما غلا أحد من القدرية إلاّ خرج عن الإيمان » (١). وعن بريد العجليّ ، قال : قلتُ لأبي عبدالله عليهالسلام ما أدنىٰ ما يصير به العبد كافراً ؟ قال : فأخذ حصاة من الأرض ، فقال عليهالسلام : « أن يقول لهذه الحصاة إنّها نواة ويبرء ممّن خالفه علىٰ ذلك ويدين الله بالبراءة ممّن قال بغير قوله ، فهذا ناصب قد أشرك بالله وكفر من حيث لا يعلم » (٢).
ثالثا : العصبية : الإيمان يعني إلتزام الحق ولا يجتمع مع العصبية التي ضمن ما تعنيه من إيثار مصالح القرابة والقوم علىٰ قواعد الحق والعدالة عند التعارض بينهما وعليه فمن تعصّب فقد انقلب علىٰ عقبيه عن الإيمان وصُنّف مع أعراب الجاهلية ، قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كان في قلبه حبّة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية » (٣) ، كما جاء عن الإمام الصادق عليهالسلام : « من تعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه » (٤).
هذا ، وللعصبية معنىً آخر غير مذموم وغير مخرج عن الإيمان كأن يحب الإنسان قومه بحيث لا يؤدي ذلك إلىٰ الظلم والعدوان ، وقد وضع الإمام زين العابدين عليهالسلام المقياس الصحيح للتفريق ، فقال عليهالسلام : « العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرىٰ الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن
______________
١) ثواب الأعمال وعقاب الاعمال ، للصدوق : ٢٥٤.
٢) معاني الاخبار : ٣٩٣.
٣) اُصول الكافي ٢ : ٣٠٨ / ٣ كتاب الإيمان والكفر.
٤) المصدر السابق : ٣٠٧ / ١.