الفصل الثالث
ما يخرج عن الإيمان
المؤمن هو الذي يسير بخطىٰ ثابتة علىٰ درب الإيمان الواضح المعالم ولكن قد يتعرض لعواصف هوجاء من الأهواء والشبهات فتخرجه عن جادّة الصواب ، وتسقطه من قمة جبل الإيمان إلىٰ وادي الكفر السحيق ، وعندئذٍ يصبح فقيراً من الناحية المعنوية بعد أن كان غنياً بإيمانه ، سأل زيد بن صوحان العبدي أمير المؤمنين عليهالسلام قائلاً : « .. فأيُّ فقر أشدّ ؟ » قال عليهالسلام : « الكفر بعد الإيمان » (١).
وسقوط الإنسان في حضيض الكفر بعد الايمان إنّما يتم علىٰ مراحل وخطوات ، لا سيّما وأنّ الشيطان يتّبع مع الإنسان سياسة : الخطوة خطوة ! لذلك حذر تعالىٰ المؤمنين من إتّباع خطواته قائلاً : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ.. ) (٢) ، وقال أيضاً : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) (٣).
______________
١) معاني الاخبار : ١٩٨.
٢) سورة النور ٢٤ : ٢١.
٣) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨.