لقد بذلنا جهداً في توثيق الكتاب من خلال عرض أسانيده المتعدّدة بما يملأُ الفراغَ الناشئ من فقدان أهمّ عناصر تصحيح النسبة ، حيثُ أنّ شيئاً من نسخ الكتاب لم يتمتّع بما يجب أنْ يتمتّع به الكتاب التامّ النسبة.
كالخطوط المعروفة.
أو الإجازات المعتبرة.
او البلاغات والإنهاءات.
إلّا أنّ موضوع الكتاب ـ في نفسه ـ مُحاطٌ بالوضُوح والشُهْرة ممّا يُمكنُ تأكيد ما جاء فيه ، وما احتوتْه النسخ من مواضيع.
مضافاً الى أنّ تعدُّد النسخ ، من هذا القبيل ، يؤكّد بعضُها البعضَ ، بالرغم من عدم قيام كلّ واحدٍ واحدٍ منها بالمهمة المطبوعة ، إلّا أنّ اجتماعها على شيء ، يدلُّ على وجود أَصلٍ للكتاب ، مثل ما ذكره علماء الدراية ، في دلالة ورود الحديث الضعيف بطرقٍ متعدّدة يؤكّد بعضُها بعضاً ، وبنفس المِلاك والاعتبار.
مع أنّ في تركيز المصادر المتنوعة ، على النقل لهذه النصوص ، وبصورة قريبة في العبارة مما جاء في كتابنا ، دليل يعضُد ما جاء في هذه النسخ.
وقد عُرِفَ من خلال عملنا في التقديم والمتن ، ما يتمتّع به هذا النصّ من عناية كبار المحدّثين والمؤرخين ، حيثُ جعلوا هذا الكتاب على صِغَرِ حجمه من همّهم ، وتصدّوا لنقله وروايته ، وإجازته وقراءته ، وفيهم مؤرّخون قد ألّفوا في نفس الموضوع كتباً كبيرة.
* * *