الى أن النسخ كان يوم الفتح ، وهو القول المروي عن سيرة الجهني ، ويليه في القوة عندهم القول بأن النسخ كان يوم خيبر ـ وهو مذهب الشافعي ـ وهو المروي عن علي قال العسقلاني : « .. لايصح من الروايات شيىء بغير علة ، الا غزوة الفتح » (١) وذلك بعد أن ضعف جميع الروايات والاقوال الاخرى بما لامجال لذكره ..
وبما أن روايتي النسخ يوم خيبر ، ويوم الفتح هما محط النظر ، وأقوى مستند عندهم ؛ فنحن نشير الى هاتين الروايتين هيهنا بالخصوص ، والى بعض الكلام فيهما فنقول :
أ ـ أما رواية النسخ يوم خيبر ، وهي المروية عن علي عليه السلام فهي على ماورد في الصحاح : البخاري ، ومسلم وغيرهما : أن علياً قال لابن عباس : ان النبي (ص) نهى عن نكاح المتعة يوم خيبر ، وعن لحوم الحمر الاهلية ..
فهذا الخبر بالاضافة الى المناقشة في سنده ، بتدليس بعض رواته ، و بالقدح في بضهم الآخر ، وبمن قد اختلط في أواخر عمره ؛ واعترف هو نفسه بأنه : يغير ويبدل فيما يرويه. وبمن هو منحرف عن على عليه السلام وأهل بيته الى غير ذلك مما يجده المتتبع في تراجم سند هذه الرواية في تهذيب وفى لسان الميزان ؛ وغير ذلك ..
__________________
(١) فتح الباري ص ١٤٦ ج ٩ ، وقريب منه كلام الزرقاني في شرح الموطأ ج ٢ ص ٢٤