كلها متعارضة متضاربة ، لايكاد ويتفق رواثها على شيىء في كيفية النسخ وزمانه ومكانه ، فمن خيبر ، الى الفتح ، الى حنين ، الى أوطاس ، الى تبوك ، الى عمرة القضاء ، الى حجة الوداع .. وهكذا الاختلاف في نفس هذه الموارد ، وخصوصياتها .. الامر الذي أوجب : أن تصل أقوال القائلين بالنسخ الى (٢٢) قولا كما قدمنا ..
هذا .. عدا عن أنك تجد التعارض في روايات الراوي الواحد ، فيروي عن سبرة : ان التحريم كان يوم الفتح ، ويروي عنه أيضاً : أنه كان في حجة الوداع.
كما انه يروي عن الواحد من الصحابة : القول بالحلية الدائمة تارة ، والقول بالتحريم أخرى .. فكيف يمكن الاعتماد على هذه الروايات لنسخ ذلك الحكم القطعي الثابت بالقرآن والسنة ، واجماع الامة ؟!
وسادساً : ان روايات النسخ هذه معارضة بالروايات المستفيضة بل المتواترة الدالة على عدم النسخ ، وبقاء شرعيتها الى يوم القيامة والتي سوف يأتي شطر منها عن قريب ان شاءالله .. فلايبقى لروايات النسخ حجية ، فنرجع الى المعمومات الاولى ونتمسك بها في اثبات بقاء مشروعيتها .. ولسوف يأتي تصريح كثير من الروايات : أن التحريم انما كان في زمن عمر ، لامور وقتية وآنية دفعته الى التحريم الآني ؛ فظن البعض تأبيد التحريم ، كما سيظهر ..
وسابعاً : لقد ضعف العلماء جميع روايات
النسخ ، وذهب أكثرهم