وإن اختلفت ألفاظه ، وذلك في سبب نزول الآية ـ ١٠٦ النحل ـ ، وذلك بعدة طرق ، وهذه بعضها :
أ ـ عن ابن عباس .. فيه :
قال : [ لما أراد رسول الله (ص) أن يهاجر الى المدينة .. قال لأصحابه : تفرقوا فمن كانت له قوة فليتأخر الى آخر الليل ... الى أن يقول : فاصبح بلال المؤذن وخباب وعمار وجارية من قريش كانت أسلمت ، فأخذهم المشركون وأبو جهل فعرضوا على بلال أن يكفر فأبى ... وأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية ، ... ثم خلوا عن بلال وخباب وعمار فلحقوا برسول الله (ص) فاخبروه بالذي كان من امرهم واشتد على عمار الذي كان تكلم به ، فقال رسول الله (ص) : كيف كان قلبك حين قلت ... أكان منشرحاً بالذي قلت ام لا ..؟ ، قال : لا ، فانزل الله : الآية (٤٥) ... ] الخ الحديث ..
ب ـ [ واخرج عبد الرزاق وأبن سعد وإبن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر .. من طريق ابي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه ، قال :
أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي (ص) وذكر آلهتهم فتركوه ، فلما أتى النبي (ص) قال : ما وراءك ؟ ، قال : ما تُركت حتى نلتُ منك وذكرت
__________________
(٤٥) الشوكاني : فتح القدير : ج ٣ ص ١٩٨ ، وفتح الباري : ج ١٢ ص ٢٦٢.