لاحدهما : اتشهد أن محمداً رسول الله ؟. قال : نعم. قال : اتشهد أني رسول الله ؟. قال : نعم. فخلى عنه. وقال للآخر : اتشهد أن محمداً رسول الله ؟. قال : نعم. قال : وتشهد أني رسول الله ؟ .. قال : انا اصمّ لا اسمع ، فقدمه وضرب عنقه ..
فجاء هذا الى النبي (ص) فقال : هلكت ، قال ـ ص ـ : وما أهلكك ؟. فذكر الحديث. قال : اما صاحبك فاخذ بالثقة ، واما انت فاخذت بالرخصة ـ على ما انت عليه الساعة. قال : اشهد أنك رسول الله. قال ـ ص ـ انت على ما انت عليه ] (١).
٢ ـ يروي العقاد عن عمرو ابن العاص في قصة إسلامه أنه عمل بالتقية :
[ وكان لاعتداده بأبيه دخل في تعويق اسلامه وتأخير شهادته للدين الجديد الى بعد موته ، وقد كان يعلم ـ هذا ـ من نفسه ويجهر به اذا فوتح فيه.
فسأله رجل : ما أبطأك عن الإسلام وانت انت في عقلك ؟ .. فقال : كنا مع قوم لهم علينا تقدم ... ] (٢).
وأما الفروع :
فانه لا شك أن التقية اذا جازت في الاصول ـ التي هي عمود الدين ـ فلابد ان تجوز في الفروع ...
__________________
(١) القرطبي : الجامع لاحكام القرآن ج ١٠ ص ١٢٤.
والجصاص : احكام القرآن ج ٢ ص ٢٩٠.
(٢) عباس محمود العقاد : عمرو بن العاص. ص ١٩.