جواسيس يتجسسون الخلق وياتون بالأخبار .. قال :
فجلس رجل منهم في حلقة رجاء بن حيوة فسمع بعضهم يقع في الوليد فرفع ذلك اليه فقال :
يا رجاء أذكر بالسوء في مجلسك ولم تُغَيّر ؟ فقال ما كان ذلك يا امير المؤمنين ، فقال له الوليد : قل الله الذي لا إله إلا هو. قال : الله الذي لا إله الا هو.
فأمر الوليد بالجاسوس فضرب سبعين سوطاً ، فكان يلقى رجاء فيقول : يا رجاء بك يُستقى المطر وسبعين سوطاً في ظهري : فيقول رجاء : سبعون سوطاً في ظهرك خير لك من أن يقتل رجل مسلم ] (١٦).
د ـ أبو سعيد بن اشرس والتقية :
[ وذكر موسى بن معاوية أن ابا سعيد بن اشرس ـ صاحب مالك ـ استحلفه السلطان بتونس على رجل أراد السلطان قتله انه ما أواه ، ولا يعلم له موضعاً ، قال : فحلف له ابن الاشرس ـ وابن اشرس يومئذٍ قد علم موضعه وأواه ـ فحلّفه بالطلاق ثلاثاً .. فحلف له ابن الاشرس ، ثم قال لامرأته : اعتزلي فاعتزلته.
ثم ركب ابن أشرس حتى قدم البهلول بن راشد القيروان ، فاخبره الخبر ، فقال له البهلول : قال مالك انك
__________________
(١٦) القرطبي : الجامع لاحكام القرآن ج ١٠ ص ١٢٤ ، ١٢٥. وفي نفح الطيب لابن المقرى الاندلسي : حيوة ابن رجاء ج ١ ص ٢٨٨. وهو من العلماء المبرزين عند اهل السنة والجماعة ، كان يجالس عمر بن عبد العزيز توفي في ١١٢ ه ـ ابن خلكان ج ٢ ص ٣٠٣.