وفي مثل هذا الخلاف ـ المتصور بيننا الشيعة واهل السنة والجماعة ... والذي يتصوره البعض أنه كالقضبان الحديدية ـ لا يمكن تجاوزه ـ ... هو في الواقع هباء منثور ، ذلك أنه لو بحث قليلاً عن دواعي الإختلاف .. وعن واقع كل واحد منا. لرأى أن هذه القضبان الحديدية ـ التي نسجها خياله ـ ما هي إلا ورقة شفافة لا يكلف الإستشفاف لما خلفها اكثر من لمحة بيسطة أو نظرة خاطفة.
وفي الواقع .. أن الإنسان ـ الباحث ـ يجد أن الكتابة في بيان الواقع بات مملاً ، ذلك لكثرة ما يتوصل اليه وما قد توصل اليه .. في كشف الواقع ـ أي واقع كان ـ ..
لكن ـ مع ذلك ـ يجد الباحث لزاما عليه ـ زيادة في الإيضاح .. وامعاناً في كشف الواقع المجهول ـ أن يخوض في مثل هذه الأمور.
ومن خلال البحث في هذه المسألة ... أو المسائل الأخرى الخلافية التي تجلت واضحة على مر العصور ـ وجدت أن جدار الخلاف قد تهدم ـ « كما تهدم جدار برلين » ـ بسبب كثرة المعاول الكاسحة لرثاثه .. وطبعاً ... لمن يريد الواقع لا لمن يُغمض عينيه عنه ... فاذا كان كذلك ... فلماذا كلما أراد أن ينقض أقمناه .. أفي هذا مأرب لنا نقضيه من ذلك ... ام هو لأعدائنا السلاح الفتاك الذي طالما حصن نفسه به ... كما قيل ...؟!
وفي هذه المسألة ـ بالخصوص ـ مسألة التقية ـ لا أقول أنني توصلت الى شيء من خلال دراستي لأساسيات هذه