أمام كل فرد مظلوم ، وكل أفة مظلومة ، في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء.
وإذا كانت فكرة المهدي أقدم من الإسلام وأوسع منه ، فإن معالمها التفصيلية التي حددها الإسلام جاءت أكز إشباعأ لكل الطموحات التي انشذت إلى هذه الفكرة منذ فجر التاريخ الديني ، وأغنى عطاث وأقوى إثارة لأحاسيس المظلومين والمعذبين على مز التاريخ. وذلك لأن الإسلام حؤل الفكرة من غيب إلى واقع ، ومن مستقبل إلى حاضر ، ومن التطفع إلى منقذ تخمخض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول إلى الإيمان بوجود المنقذ فعلاً ، وتطفعه مع المتطفعين إلى اليوم الموعود ، واكمال كل الظروف التي تسمح له بممارسة دوره العظجم. فلم يعد المهدي فكرة ننتظر ولادتهها ، ونبوءة نتطفع إلى مصداقها ، بل واقعأ قائمأ ننتظر فاعليته ، وإنسانأ معئنأ يعيش بيننا بلحمه ودمه ، نراه ويرانا ، ويعيش مع آمالنا وآلامنا ، ويشاركنا أحزاننا وأفراحنا ، ويثمهد كل ما تزخر به الساحة على وجه الأرض من عذاب المعذبين وبؤس البائسين وظلم الظالمين ، ويكتوي بكل ذلك من قريب أو بعيد ، وينتظر بلهفة اللحظة التي يتاح له فيها أن يمذ يده إلى كل مظلوم ، وكل محروم (١) ، وكل بائس ، ويقطع دابر الظالمين.
وقد فذر الذا القائد المنتظر أن لا يعلن عن نفسه ، ولا يكشف للآخرين
__________________
الدّين كلّه ولو كره المشركون ) التوبة : ٣٣. راجع في تفسير الآيتين الإشارة إلى المهدي عليهالسلام ينابيع المودة / القندوزي الحنفي : ص ٤٥٠.
(١) إشارة إلى بشارة الرسول الأعظم نبينا محمد صلىاللهعليهوآله في الحديث الشريف : لا إن في أفتي المهدي ، يخرج يعيش خمساً أو سبعأ أو تسعأ ( الشك من الراوي ) قال : قلنا : وما ذاك؟ قال : سنين ، قال : فيجيء إليه الرجل فيقول يا مهدي أعطني أعطني قال : فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ، رواه الترمذي. راجع : التاج الجامع للأصول / الشيخ منصور علي ناصف ٥ : ٣٤٣ وفيه أكز من إشارة إلى كون الإمام المهدي موجود حي يعيش في وسط الأفة ، وأن خروجه وعيشه ، سبع سنين يعني ظهوره وقيام دولته المباركة التي فيها الخلاص والعدل.