مع الملائكة فوج أياه قدمات فغسله شيث مع جبرئيل عليهالسلام ، فلما فرغ شيث من غسله قال لجبرئيل : تقدم فصل على آدم ، فقال له جبرئيل : إنا معاشر الملائكة امرنا بالسجود لابيك ، وليس لاحد منا أن يتقدم بين يدي الاوصياء من ذريته. قال : فتقدم شيث فصلى على آدم فكبر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل ، فأقبل قابيل على شيث فقال له : أين الذي دفعه إليك أبوك مما كان دفعه إلى هابيل؟ فأنكر ذلك وعلم أنه إن أقر قتله ، فلم يزل شيث يخبر العقب من ذريته ويبشرهم ببعثة نوح ويأمرهم بالكتمان ، وإن آدم أخبره أن الله بشره بأنه باعث من زريته نبيا يقال له نوح يدعو قومه إلى الله فيكذبونه فيهلكهم بالغرق ، وكان بين آدم ونوح عشرة آباء. (١)
بيان : ومقه كورثه : أحبه. والاثرة بالضم : نقل الحديث وبقية العلم والمكرمة المتوارثة. قوله : نسيا أي متروكا فاسدا.
٧ ـ ج : عن أبان بن تغلب قال : دخل طاوس اليماني إلى الطواف ومعه صاحب له فإذا هو بأبي جعفر عليهالسلام يطوف أمامه وهو شاب حدث ، فقال طاوس لصاحبه : إن هذا الفتى لعالم ، فلما فرغ من طوافه صلى ركعتين ثم جلس فأتاه الناس فقال طاوس لصاحبه : نذهب إلى أبي جعفر عليهالسلام نسأله عن مسألة لا أدري عنده فيها شئ ، فأتياه فسلما عليه ثم قال له طاوس : يا أبا جعفر هل تعلم أي يوم مات ثلث الناس؟ فقال : يا أبا عبدالرحمن لم يمت ثلث الناس قط ، بل إنما أردت ربع الناس! قال : وكيف ذلك؟ قال : كان آدم وحواء وقابيل وهابيل فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس ، قال : صدقت ، قال أبوجعفر عليهالسلام : هل تدري ما صنع بقابيل؟ قال : لا ، قال : علق بالشمس ينضح (٢) بالماء الحار إلى أن تقوم الساعة (٣)
ـــــــــــــــ
(١) ذكرهم المسعودى في اثبات الوصية وذكر أسماءهم هكذا : ١ ـ شيث ٢ ـ ريسان اسمه أنوش ٣ ـ قينان ٤ ـ آحيلث ٥ ـ غنميشا ٦ ـ ادريس وهو اخنوح وهرمس ٧ ـ يرد ٨ – اخنوخ ابن يرد ٩ ـ متوشلخ ١٠ ـ لمك وهوار فخشد. وعدهم اليعقوبى وابن في المحبر ثمانية فهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليهمالسلام.
(٢) أى يرش بالماء. وفى نسخة ينضج بالماء الحار.
(٣) الاحتجاج : ١٧٧. م