الذي أصابني منك؟ فقالت : لما هممت به (١) فقال : قد هممت لك بالخير ، فادعي الله أن يردني إلى ماكنت ، فقالت : اللهم إن كان صادقا فرده كما كان ، فرجع إلى ما كان ، و كانت على رأسه جارية فقال : يا سارة خذي هذه الجارية تخدمك وهي هاجر ام إسماعيل عليهالسلام.
فحمل إبراهيم سارة وهاجر فنزلوا البادية على ممر طريق اليمن (٢) والشام وجميع الدنيا ، فكان يمر به الناس فيدعوهم إلى الاسلام وقد كان شاع خبره في الدنيا أن الملك ألقاه في النار فلم يحترق ، وكانوا يقولون له : لا تخالف دين الملك فإن الملك يقتل من خالفه ، (٣) وكان إبراهيم كل من مر به يضيفه ، وكان على سبعة فراسخ منه بلاد عامرة (٤) كثير الشجر والنبات والخير (٥) وكان الطريق عليها ، وكان كل من يمر بتلك البلاد يتناول من ثمارهم وزروعهم فجزعوا من ذلك فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال لهم : أدلكم على ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد؟ فقالوا : ما هو؟ فقال : من مر بكم فانكحوه في دبره واسلبوه ثيابه ، ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد أحسن ما يكون من الشباب (٦) فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمرهم فاستطابوه فكانوا يفعلونه بالرجال ، فاستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، فشكا الناس ذلك إلى إبراهيم عليهالسلام فبعث إليهم لوطا يحذرهم وينذرهم ، فلما نظروا إلى لوط قالوا : من أنت؟ قال : أنا ابن خال إبراهيم الذي ألقاه الملك في النار فلم يحترق وجعلها الله عليه بردا وسلاما وهو بالقرب منكم فاتقوا الله ولا تفعلوا هذا فإن الله يهلككم فلم يجسروا عليه وخافوه وكفوا عنه ، وكان لوط كلما مربه رجل يريدونه (٧) بسوء خلصه من أيديهم ، وتزوج لوط فيهم وولد له بنات ، فلما
__________________
(١) في المصدر : بما هممت به. م
(٢) في نسخة : على ممر الطريق إلى اليمن. م
(٣) في نسخة : من يخالفه.
(٤) في نسخة : « وفى المصدر : من البلاد العامرة ».
(٥) في المصدر : الخبز. م
(٦) في نسخة : في صورة امرد حسن الوجه اه.
(٧) في المصدر : يريده. م