بيان : « قال الحسن بن علي » أي ابن فضال كما سيظهر مما سنورده من سند الكافي ، أي أظن أن غرض إبراهيم (ع) كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض إنجاء لوط من بينهم.
٢٧ ـ شى : عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل ، فأتوا لوطا وهو في زراعة (١) قرب القرية ، فسلموا عليه وهم متعممون ، فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض وعمائم بيض ، فقال لهم : المنزل؟ فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم ، فقال : أي شئ صنعت؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم! فالتفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل : لاتعجل عليهم (٢) حتى يشهد عليهم ثلاث مرات ، فقال جبرئيل : هذه واحدة ، ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه اثنتان ، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : إنكم لتأتون شرارا من خلق الله ، فقال جبرئيل : هذه الثالثة ، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت (٣) فلم يسمعوا : فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاؤوا إلى الباب فنزلت المرأة فقالت : عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم ، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا ، فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم : ياقوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد؟ وقال : هؤلاء بناتي هن أطهرلكم ; فدعاهم إلى الحلال فقالوا : مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ، قال لهم : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد. قال : فقال جبرئيل : لو يعلم أي قوة له. قال : فكاثروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال : يالوط دعهم يدخلون ، فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله : « فطمسنا أعينهم » ثم ناداه جبرئيل : « إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل » وقال له جبرئيل : إنا بعثنا في إهلاكهم ، فقال : ياجبرئيل عجل ، فقال : إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟ فأمره فتحمل ومن معه إلا امرأته ، ثم اقتلعها ـ يعني المدينة – جبرئيل بجناحه من سبع أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ
__________________
(١) في نسخة : وهو في زراعته.
(٢) كذا في النسخ والظاهر أن يكون هكذا : فقال الله لجبرئيل : لا تعجل عليهم اه.
(٣) في نسخة : فصعقت.