رام بك أردت أن تخاصمني بعيك؟ أو أردت أن تحاجني بخطابك؟ أم أردت أن تكابرني (١) بضعفك؟ أين أنت مني يوم خلقت الارض فوضعتها على أساسها؟ هل علمت بأي مقدرا قدرتها؟ أم كنت معي تمد بأطرافها؟ (٢) أم تعلم مابعد زواياها؟ أم على أي شئ وضعت أكنافها؟ أبطاعتك حمل الماء الارض؟ أم بحكمتك كانت الارض للماء غطاء أين كنت مني يوم رفعت السماء سقفا في الهواء؟ لا بعلائق سببت ، ولا تحملها دعم من تحتها ، (٣) هل يبلغ من حكمتك أن تجري نورها؟ أو تسير نجومها؟ أو تختلف بأمرك ليلها ونهارها؟ أين أنت مني يوم سجرت البحار ، وأنبعت الانهار؟ أقدرتك حبست أمواج البحار على حدودها؟ أم قدرتك فتحت الارحام حين بلغت مدتها؟ أين أنت مني يوم صببت الماء على التراب؟ ونصبت شوامخ الجبال؟ هل لك من ذراع تطيق حملها؟ أم هل تدري كم من مثقال فيها؟ (٤) أم أين الماء الذي أنزلت من السماء؟ هل تدري ام تلد أو أب يولده؟ أحكمتك أحصت القطر ، وقسمت الارزاق؟ أم قدرتك تثير السحاب وتجري الماء؟ هل تدري ما أصوات الرعود؟ أم من أي شئ لهب البرق؟ وهل رأيت عمق البحر؟ هل تدري مابعد الهواء؟ أم هل خزنت أرواح الاموات؟ أم هل تدري أين خزانة الثلج؟ وأين خزانة البرد؟ أم أين جبال البرد؟ أم هل تدري أين خزانة الليل والنهار؟ وأين طريق النور؟ وبأي لغة تتكلم الاشجار؟ وأين خزانة الريح؟ وكيف تحبسه؟ ومن جعل العقول في أجواف الرجال؟ ومن شق الاسماع والابصار؟ ومن ذلت الملائكة لملكه وقهر الجبارين بجبروته؟ وقسم أرزاق الدواب بحكمته؟ من قسم للاسد أرزاقها؟ وعرف الطير معائشها؟ وعطفها على أفراخها؟ من أعتق الوحش من الخدمة؟ و جعل مساكنها البرية؟ لا تستأنس بالاصوات ، ولا تهاب المسلطين! أم من حكمتك عطفت امهاتها عليها حتى أخرجت لها الطعام من بطونها ، وآثرتها بالعيش على نفوسها؟
__________________
(١) في المصدر : تكاثرنى.
(٢) في المصدر : تمر باطرافها.
(٣) في المصدر : لا معاليق تمسكها ولا تحملها دعائيم من تحتها. قلت : المعاليق جمع المعلاق : كل مايعلق به. والدعائم جمع الدعامة : عماد البيت. الخشب المنصوب للعريش.
(٤) في المصدر : كم مثقال مافيها.