اختلاف وتباغض « فانبجست » الانبجاس : خروج الماء الجاري بقلة ، والانفجار : خروجه بكثرة ، وكان يبتدئ الماء من الحجر بقلة ، ثم يتسع حتى يصير إلى الكثرة.(١)
١ ـ فس : « وجعلكم ملوكا » يعني في بني إسرائيل ، لم يجمع الله لهم النبوة و الملك في بيت واحد ، ثم جمع الله ذلك لنبيه.(٢) قوله : « وقطعناهم » أي ميزناهم.(٣)
٢ ـ فس : « وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى » الآية ، فإن بني إسرائيل لما عبر بهم موسى البحر نزلوا في مفازة فقالوا : يا موسى أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمران إلى مفازة لا ظل ولا شجر ولا ماء ، وكانت تجئ بالنهار غمامة تظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المن فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه ، وبالعشي يجئ طائر مشوي فيقع على موائدهم ، وإذا أكلوا وشبعوا طار ومر ، وكان مع موسى حجر يضعه في وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا كما حكى الله ، فيذهب الماء إلى كل سبط في رحله ، وكانوا إثني عشر سبطا ، فلما طال عليهم الامد قالوا : « يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها » والفوم هي الحنطة ، فقال لهم موسى : « أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم » فقالوا : « يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون » فنصف الآية في سورة البقرة وتمامها وجوابها لموسى في سورة المائدة. قوله : « وقولوا حطة » أي حط عنا ذنوبنا ، فبدلوا ذلك وقالوا : حنطة ، وقال الله : « فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا » آل محمد صلوات الله عليهم حقهم « رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ».(٤)
بيان : قال البيضاوي : الفوم : الحنطة ، ويقال للخبز ، وقيل : الثوم.(٥) وقال
_________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٤٨٩ و ٤٩٠.
(٢) تفسير القمى : ١٥٢.
(٣) تفسير القمى : ٢٢٦.
(٤) تفسير القمى : ٤٠ ـ ٤١.
(٥) انوار التنزيل ١ : ٢٦.