الناس قائلون ، (١) وقيل : بين العشائين ، وقيل : كان يوم عيد لهم وقد اشتغلوا بلعبهم ، و اختلفوا في سبب دخوله فقيل : إنه كان موسى حين كبر يركب في مواكب فرعون ، فلما كان ذات يوم قيل له : إن فرعون قد ركب فركب في أثره ، فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل ، وقيل : إن بني إسرائيل كانوا يجتمعون إلى موسى ويسمعون كلامه ، و لما بلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه ، وأخافوه فكان لا يدخل مصرا إلا خائفا « فدخلها على حين غفلة » وقيل : إن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلا الآن « يقتتلان » أي يختصمان في الدين ، وقيل : في أمر الدنيا « هذا من شيعته وهذا من عدوه » أي أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ، و قيل : كان أحدهما مسلما والآخر كافرا « فاستغاثه الذي من شيعته » استنصره لينصره عليه. وروى أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : ليهنئكم الاسم ، قال : وما الاسم؟ قال : الشيعة ، أما سمعت الله سبحانه يقول : « فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى » أي دفع في صدره بجمع كفه ، وقيل : ضربه بعصاه « فقضى عليه » أي فقتله وفرغ من أمره.
« قال رب إني ظلمت نفسي » يعني في هذا القتل فإنهم لو علموا بذلك لقتلوني « رب بما أنعمت علي » أي بنعمتك علي من المغفرة وصرف بلاء الاعداء عني « فلن أكون ظهيرا للمجرمين » أي فلك علي أن لا أكون مظاهرا ومعينا للمشركين « فأصبح » موسى في اليوم الثاني « في المدينة خائفا » من قتل القبطي « يترقب » أي ينتظر الاخبار ، يعني أنه خاف من فرعون وقومه أن يكونوا عرفوا أنه هو الذي قتل القبطي ، وكان يتجسس وينتظر الاخبار في شأنه « فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه » معناه أن الاسرائيلي الذي كان قد خلصه بالامس ووكز القبطي من أجله يستصرخ ويستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه ، قال ابن عباس : لما فشا قتل القبطي قيل لفرعون : إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا ، قال : أتعرفون قاتله ومن يشهد عليه؟ قالوا : لا ، فأمرهم بطلبه فبينا هم يطوفون إذ مر موسى عليهالسلام من الغد ورأى ذلك الاسرائيلي يطلب نصرته ويستغيث به
_________________
(١) أى نائمون في القائلة أى منتصف النهار.