شعاع يغلب نور الشمس ، وكان موسى آدم فيما يروى ، ثم أعاد اليد إلى كمه فعادت إلى لونها الاول ، عن ابن عباس والسدي ، واختلف في عصاه فقيل : أعطاه ملك حين توجه إلى مدين ، وقيل : إن عصا آدم كانت من آس الجنة حين اهبط فكانت تدور بين أولاده حتى انتهت النوبة إلى شعيب ، وكانت ميراثا مع أربعين عصا كانت لآبائه ، فلما استأجر شعيب موسى أمره بدخول بيت فيه العصي ، وقال له : خذ عصا من تلك العصي ، فوقع تلك العصا بيد موسى ، فاسترده شعيب وقال : خذ غيرها ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، في كل مرة تقع يده عليها دون غيرها ، فتركها في يده في المرة الرابعة ، فلما خرج من عنده متوجها إلى مصر ورأى نارا وأتى الشجرة فناداه الله تعالى : « أن يا موسى إني أنا الله » وأمره بإلقائها فألقاها فصارت حية فولى هاربا ، فناداه الله سبحانه « خذها ولا تخف » فأدخل يده بين لحييها فعادت عصا ، فلما أتى فرعون ألقاها بين يديه على ما تقدم بيانه ، وقيل : كان الانبياء يأخذون العصا تجنبا من الخيلاء.(١)
« قال الملا من قوم فرعون » لمن دونهم من الحاضرين « إن هذا لساحر عليم » بالسحر « يريد أن يخرجكم من أرضكم » أي يريد أن يستميل بقلوب بني إسرائيل إلى نفسه و يتقوى بهم فيغلبكم بهم ويخرجوكم من بلدتكم « فماذا تأمرون » قيل : إن هذا قول الاشراف بعضهم لبعض على سبيل المشورة ، ويحتمل أن يكون قالوا ذلك لفرعون ، وإنما قالوا : « تأمرون » بلفظ الجمع على خطاب الملوك ، ويحتمل أيضا أن يكون قول فرعون لقومه فتقديره : قال فرعون لهم : فماذا تأمرون؟ « قالوا » أي لفرعون « أرجه وأخاه » أي أخره و أخاه هارون ، ولا تعجل بالحكم فيهما بشئ فتكون عجلتك حجة عليك ، وقيل : أخره أي احبسه ، والاول أصح « وأرسل في المدائن » التي حولك « حاشرين » أي جامعين للسحرة يحشرون من يعلمونه منهم : عن مجاهد والسدي ، وقيل : هم أصحاب الشرط أرسلهم في حشر السحرة وكانوا اثنين وسبعين رجلا ، عن ابن عباس « وجاء السحرة فرعون » وكانوا خمسة عشر ألفا ، وقيل : ثمانين ألفا ، وقيل : سبعين ألفا ، وقيل : بضعا وثلاثين ألفا ، وقيل : كانوا اثنين وسبعين ، اثنان من القبط وهما رئيسا القوم ، وسبعون من بني إسرائيل ،
_________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٤٥٧ ـ ٤٥٨. م