بعده (١) فاشتد الطلب ، وعظمت البلوى ، ودرس الدين ، وأضيعت الحقوق ، وأميتت الفروض والسنن ، وذهب الناس يمينا وشمالا لا يعرفون أيا من أي ، فكانت الغيبة مائتين وخمسين سنة. (٢)
٦ ـ ك : ابن الوليد عن الصفار وسعد معا ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن المغيرة ، عن سعد بن أبي خلف ، عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله (ع) : بقي الناس بعد عيسى ابن مريم عليهالسلام خمسين سنة ومائتي سنة بلا حجة ظاهرة. (٣)
٧ ـ ك : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله (ع) قال : كان بين عيسى (ع) وبين محمد (ص) خمسمائة عام ، منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر ، قلت : فما كانوا؟ قال : كانوا مستمسكين (٤) بدين عيسى ، قلت : فما كانوا؟ قال : مؤمنين. ثم
__________________
(١) ذكر المسعودي أسماء الحجج والاوصياء ونبذة من أحوالهم في كتابه اثبات الوصية ، فذكر أن الله أوحى إلى زكريا أن يسلم مواريث الانبياء ومافي يديه إلى عيسى عليهالسلام ، وقال : وروى في خبر آخر أن الله أوحى اليه أن يستودع النبوة ومواريث الانبياء وما في يديه إلى نبي من بني اسرائيل يقال له اليسابغ ، ثم شرع في بيان أحواله إلى أن قال : فلما أراد الله أن يقبض اليسابغ أوحى اليه أن يستودع النور والحكمة والاسم الاعظم ابنه روبيل وقام روبيل بن اليسابغ عليهالسلام بأمر الله عزوجل وتدبير ما استودعه ، وملك في أيامه دارا بن شهزادان أربع عشرة سنة ، وبعد سنة من ملكه بنى مدينة وسماها داراجرد ( مصحف دارابجرد ) وملك بعده الاسكندر اربع عشرة سنة ، وكان بنى بعد سنتين من ملكه مدينة باصبهان سماها جى ، وملك بعد الاسكندر أشج بن أشجان مائتى سنة ، وفي احدى وخمسين سنة من ملكه بعث الله عزوجل المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام. ثم ذكر جملة من احوال المسيح عليهالسلام إلى أن قال : و أوصى إلى شمعون وأمرهم بطاعته وسلم اليه الاسم الاعظم والتابوت ، وذكر بعد شمعون يحيى بن زكريا عليهالسلام ، ثم منذر بن شمعون ، ثم دانيال. ثم قال : وروى في خبر آخر أن العزير و دانيال كانا قبل المسيح ويحيى بن زكريا عليهمالسلام.
(٢ و ٣) كمال الدين : ٩٦.
(٤) في المصدر : متمسكين.